سورة محمد - تفسير تفسير ابن جزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (محمد)


        


{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16)}
{وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} يعني المنافقين، وجاء يستمعون بلفظ الجمع رعياً لمعنى من {قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ العلم} روي أنه عبد الله بن مسعود {مَاذَا قَالَ آنِفاً} كانوا يقولون ذلك على أحد وجهين: إما احتقاراً لكلامه، كأنهم قالوا: أي فائدة فيه، وإما جهلاً منهم ونسياناً لأنهم كانوا وقت كلامه معرضين عنه، وآنفاً معناه الساعة الماضية قريباً، وأصله من: استأنفت الشيء إذا ابتدأته.


{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ (17)}
{والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى} يعني المؤمنين والضمير في زادهم الله تعالى أو للكلام الذي قال فيه المنافقون: ماذا قال آنفاً. وقيل: يعني بالذين اهتدوا قوماً من النصارى آمنوا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاهتداؤهم هو إيمانهم بعيسى وزيادة هداهم إسلامهم.


{فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18)}
{فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ الساعة} الضمير للمنافقين، والمعنى هل ينتظرون إلا الساعة قريبة {فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا} أي علاماتها والذي كان قد جاء من ذلك مبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه قال: «أنا من أشراط الساعة، وبثعت أنا والساعة كهاتين» {فأنى لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} أي كيف لهم الذكرى إذا جاءتهم الساعة بغتة؟ فلا يقدرون على عمل ولا تنفعهم التوبة، ففاعل جاءتهم الساعة، وذكراهم مبتدأ وخبره الاستفهام المتقدم، والمراد به الاستبعاد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8